17.11.11


يهدأ المكان . .
يعود الكل لمأواهم ، لبيوتهم . .
تُنار الغرف ، وأنا أرى تلك الأنوار من نوافذهم !
أسمع أصوات أحاسيسهم ،
ودقات قلوبهم !
وهمساتهم !
شخص يُحب القصص ، وقرأ قصةً قصيرة قبل أن ينام ،
وشخص آخر يجهّز حقيبته ليعود في الغد الى أهله
ووطنه ،
هذه تسهر على كتابها فَ تحقيق طموحها أقترب ،
أمٌ تكمد طفلها المريض ، وأبٌ يقرأ لابنته قصة الأرنب والثعلب ،
زوج يمسح على بطن زوجته الحامل !
وزوجة تكتب رسائل لزوجها المسافر ،
هي سويعات . .
فَ تنطفئ الأنوار ،
البعض ينام على أمل تحقيق أمنيته في الغد ،
والبعض يغمض عيناه يوهم من حوله أنه نائم ، وهو يبكي في صدره شوقاً لأيام لن تعود ..
البعض يقضي ليلته وهو ساجد لربه ، يبكي له ، ويشكي له ، ويدعوه ..
شابة غارقة في عالم الذكريات الجميلة لتنام وهي مبتسمة !
وأختها بجانبها تبكي ألماً في جنبها الأيسر من صدرها ،
زوج يغمض عيناه يوهم زوجته بأنه في قمة الراحه ..
وهو يفكر من أين يأتي بمال خبز الإفطار في الصباح !
وزوجته أغمضت عيناها وهي ترتجف برداً لأنها أعطت لحافها لإبنها الوحيد ،
بينما أبنها يرتجف برد مشاعر محبوبته القاسية !
من هنآ ،
أسمع صوت تلك الفتاة العاشقة ، التي ما أن تتلحف وتغمض عيناها حتى تبدأ تغني تلك الأغنية التي يعشقها محبوبها الراحل !
شاب يبكي سراً ، شوقاً لصوت خطواته !
فقد ملّ الكرسي المتحرك !
فتاة أغمضت عيناها وهي تُردد آخر ما قرأته في كتابها ،
وأختها ما أن تفتح كتابها حتى ترسم ملامحاً سكنت روحهآ وعقلهآ !
وعُشاق ينامون وهم حاضنين صور نجهلها !

نظن بأنهم نائمون ؟
ولكنهم لا ينامون قبل طلوع الفجر ،
ولا يهدأ لهم بال ولهم أمنيات لم تتحقق بعد !
لم تهنأ لهم الحياة ، ولكنهم مازالوا على قيدها !
ولم يهنأ لهم أكل ولا شرب ، ولكنهم مازالوا يأكلون ويشربون يرغبون في عمر أطول !
متأملين السعادة فيه !
أقبع في هذا الطريق ،
أراقبهم كل يوم وكل ليلة ،
في أيامهم يلبسون أقنعتهم ، وفي لياليهم يرمونها بشدة !
أراقبهم ..
لأعرف من حقق أمنيته ومن لم يحققها بعد ،
وفي الحقيقة ، أنا هنا لميعاد حُدد مكانه دون زمانه !
أنتظر ..
لعل الحلم يوماً يتذكرني ويعود .. ف يجدني !
ولكني أسلي نفسي بسكان الطريق ،
بأصحاب النوافذ ..
لم تموت أمنياتهم ?
ولن تموت أمنيتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق